إن علم التوحيد هو أفضل العلوم وأعلاها وأشرفها وقد اعتنى العلماء بهذا العلم تدريسًا وتحفيظًا وتفهيمًا حتى قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: “أحكمنا هذا قبل ذاك” أي أتقنا علم التوحيد قبل فروع الفقه. وقال الإمام أبو حنيفة في “الفقه الأبسط”: “اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في الأحكام”. فلما كان الأمر كما تقدم اهتم علّامة العصر المحدث الأشعري الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي رضي الله عنه بهذا العلم تدريسًا ونشرًا وقد أصدر في ذلك كتبًا ورسائل ومقالات وأبحاثًا ومنها هذه الرسالة القيمة في شرح الصفات الثلاث عشرة كالوجود والبقاء والقدم والسمع والبصر والكلام وغيرها. ويليها “العقيدة المنجية”.